لهفة الوجدان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لهفة الوجدان

مرحبا بكم فى منتديات لهفة الوجدان
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قررت الاستشهاد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قمة التحدى
رئيس المنتدى
رئيس المنتدى
قمة التحدى


ذكر عدد الرسائل : 57
العمر : 38
تاريخ التسجيل : 04/05/2007

قررت الاستشهاد Empty
مُساهمةموضوع: قررت الاستشهاد   قررت الاستشهاد Icon_minitimeالثلاثاء مايو 15, 2007 8:28 pm

قررت الاستشهاد عندما شاهدت الاسرائيليين يرغمون نساءنا على رفع ثيابهن للتفتيش
مجلة الوسط 17-6-2002‏‏
آمال شحادة‏‏
(الوسط) التقت الاستشهادي زيدان زيدان في المستشفى قبل نقله الى السجن المؤبد‏‏

زيدان زيدان، ابن مدينة جنين لم يتعد الثامنة عشرة من عمره، عرفته وسائل الاعلام العالمية من خلال الصور التي التقطت له بعد فشل العملية الاستشهادية التي خطط لها تنظيم (الجهاد الاسلامي) يوم 8/5/2002 عند مفترق مجيدو، واحضرت السلطات الاسرائيلية الجهاز الآلي الذي راح يجره على الارض امام عدسات التلفزيون العالمية، ويقلبه على ظهره ويجره الى الخلف. ثم يعريه من ملابسه قطعة قطعة، وهو مبطوح على الارض. وكل ذلك بحجة التأكد من انه لا يحيط خصره بحزام متفجرات آخر.‏‏
اليوم وبعد اكثر من شهر من العلاج في المستشفى انتقل زيدان الى غرف تحقيق الاستخبارات الاسرائيلية، لينهي بذلك فترة شهر سيسجل وقائعها في مذكراته على انها من (اجمل) و(الطف) الايام التي قضاها في “اسرائيل”. فهناك لم يتمكن المحققون من استعمال التعذيب والتحقيق ليبتزوا منه (المعلومات) التي يبحثون عنها. فالعمليات الجراحية التي اجريت له في بطنه بعد ان اصيب بثلاث رصاصات اطلقها جندي اسرائيلي، جعلته طريح الفراش طوال هذه المدة. يده اليمنى مكبلة وكذلك قدمه. يخضع لرقابة مشددة من الشرطة، التي سمحت لنا باللقاء معه شرط حضور هذه الرقابة.‏‏
عندما دخلنا اليه كان غارقاً في النوم، وملامح وجهه توحي بأنه فتى صغير. استيقظ يصرخ من الالم وطلب من الممرضة الاسرائيلية ان تعطيه دواء مسكناً. لم يعجب الاخيرة وجودنا. حاولت سماع ادق التفاصيل عنا وكأنها هي المحققة او الحارسة، بعد قليل جاءته بدواء مر (كالعلقم) عادة يقدم للمريض مع كأس ماء. ناولته اياه بسرعة وانتفضت وكأنها لا تريد ان تراه او حتى ترانا. فصرخ من طعم الدواء وراح يناديها لتنجده بقليل من الماء لكنها لم تكترث لنداءاته.‏‏
غضب زيدان، لكنه نسي ان كل ما فعلته هذه الممرضة مع سيكون أرحم الف مرة مما سيلاقيه في غرف تحقيق الاستخبارات الاسرائيلية.‏‏
(حياتي ليست رخيصة) قال لنا في بداية الحديث، واكمل وهو يحدج بنظراته الشرطي الاسرائيلي الذي يحرسه، محاولاً ان يعرف اذا كان يجيد العربية. لكن هذا لم يبال للامر، او على الاقل هكذا بدا، فاستمر في قراءة الصحيفة، وتابع زيدان حديثه: (ولكنني كنت افضل الشهادة، هكذا في العقيدة عندنا. الشهادة واجب علينا. وانا قررت ذلك بإرادتي الشخصية).‏‏
ـ لماذا اليوم قررت ان العقيدة هكذا تقول، الا توجد دوافع اخرى؟‏‏
- اسمعي ما اقوله لك. بصراحة بعد ان بدأت اتردد الى الجامع واسمع ما يقوله القرآن الكريم، واسمع كثيرين في الخارج يتمنون الشهادة تمنيتها. اتعلمين ان استشهد معناه ان انتقل الى العالم الآخر. انني حلمت اكثر من مرة بالعالم الثاني. انه عالم جميل... صعب... صعب ان أصف لك هذا العالم.‏‏
ـ بماذا حلمت مثلاً؟‏‏
- انها حياة جميلة جداً عند رب العالمين. وانا اسجد تحت عرش الرحمن. الا تعرفين ما يقولون: ما لعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على بال بشر. لكن صدقيني لو كانت لدينا دولة فلسطينية ونحن احرار لما فكرت حتى في ذلك.‏‏
ـ هل نفهم ان رغبتك في العالم الآخر هي الدافع لاستشهادك؟‏‏
- لا. انها السبب الذي خفف عني التفكير من الخوف وعزز عندي الرغبة في الاستشهاد. ولكنني شخصياً قررت ان اكون بين الاستشهاديين بعد ان فكرت ليالي طويلة في وضعي الذي وصلت اليه. وكيف انقلبت حياتي منذ اكثر من سنة. فلا اوضاع اقتصادية ولا حياة اجتماعية. بتنا نعيش في جحيم. لا عمل ولا تعليم والقتل اليومي والاعتقال المستمر. كل هذا كان قبل الاجتياح الاخير.‏‏
ـ وهل الاجتياح كان الدافع الاقوى؟‏‏
- الصحيح انني نتيجة لوضعي وحياتي قررت قبل الاجتياح ان انفذ عملية. فتوجهت الى احد القياديين في (الجهاد الاسلامي) وعرضت عليه رغبتي، فلم يعارض واتفقنا على تنفيذ عملية بواسطة وضع حزام متفجرات وكل ما علي ان افعله هو الضغط على المشغل وينتهي كل شيء.‏‏
ـ هل تمرنت على ذلك؟‏‏
- لا. لم اتدرب بتاتاً. لقد تغير الوضع وتقرر تنفيذ العملية بوضع متفجرات داخل حقيبة بدلاً من الحزام.‏‏
ـ وبعد ذلك هل عدت اليهم بالطلب نفسه؟‏‏
- الصحيح انه مرت ايام وكان الوضع صعباً. اجتياح مخيم جنين شغل بالي كثيرا. وقررت ان ازور المخيم بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي لأشاهد ما فعل هناك. لقد اثر بي (وضع) مخيم جنين كثيرا. وقبل ان أصله شاهدت عبر التلفاز صور النساء والاطفال تحت الردم وهذه اكثر الصور التي أثرت بي. لقد أثر بي كثيراً إلزام الفتيات والنساء الفلسطينيات رفع ثيابهن للتفتيش. صدقيني ان هذه المشاهد وقبلها عملية قتل طوالبة جعلتني اقرر عدم تأجيل العملية وان انفذها مهما كلفني ذلك من ثمن.‏‏
ـ لقد اعلن ان خللاً طرأ على المتفجرات داخل الحقيبة مما ادى الى انفجار جزء منها بجسمك؟‏‏
-... من قال لك هذا؟ لم ينفجر اي شيء في الحقيبة. لقد بقيت الحقيبة كما هي حتى فجّرها الجيش الاسرائيلي.‏‏
ـ ولكن الجيش اعلن انك مصاب من الانفجار الذي حصل؟‏‏
- لا... لا... لقد اصبت برصاص الجيش الاسرائيلي. اطلقوا علي ثلاث رصاصات في بطني.‏‏
ـ وكيف حصل ذلك؟‏‏
- عندما وصلت الى مفترق مجيدو وقفت الى جانب المحطة، وبعد فترة وصل جنديان ويبدو انهما شكّا بأمري. فقد اتصل احدهم بالهاتف ولم افهم منه الا كلمة (حماس). لكنني لم افعل شيئاً وتصرفت بشكل طبيعي. وفجأة وصلت سيارة جيش، اقتربت مني ثم استدارت وابتعدت قليلاً. نادى علي جندي ولم ارد عليه عندها اطلق عليّ الرصاص واصبت بثلاث رصاصات.‏‏
ـ هل شعرت عندما وصل الجهاز الآلي اليك؟‏‏
- نعم، كنت اتألم من الاصابة برصاصات الجندي. نظرت الى الجهاز الآلي قليلا ثم أغمي عليّ.‏‏
ـ هل كانت عائلتك تعرف؟‏‏
- لا، لم يعرف احد.‏‏
ـ ألم يشعروا بتغيير في نفسيتك وتصرفاتك مثلاً؟‏‏
- عشت ايامي قبل العملية بشكل طبيعي جداً. حتى انني قبل يوم من العملية سهرت مع شقيقي وضحكنا كثيراً وتناولنا ورق الدوالي (العنب).‏‏
ـ ألم تودعهم؟‏‏
- ودعت امي فقط. ففي يوم العملية استيقظت فجراً وتوجهت اليها وقبلتها، ثم قلت لها ادعي لي. وغادرت البيت.‏‏
ـ الم تشعر والدتك بأن هناك شيئاً غريباً؟‏‏
- لا. انا استيقظ فجر كل صباح لأصلي في الجامع وقبل ان اغادر البيت كنت اطلب منها ان تدعو لي بالخير. والامر نفسه فعلته يوم العملية.‏‏
ـ ألم تتخيل نفسك في ذلك اليوم كيف سيتفجر جسدك وتموت؟‏‏
- لا، لا بتاتاً، لم افكر في الموضوع.‏‏
ـ ألم تخف؟‏‏
- صدقيني انطلقت احمل الحقيبة مثل الفرس. كنت مسروراً. شعرت انني سأفعل شيئاً كبيراً. اولاً سأنفذ ما اؤمن به في عقيدتي. ثم انني سأنتقم من الاعمال الاجرامية التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد ابناء شعبي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://eslmk.tv-soap.com
 
قررت الاستشهاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لهفة الوجدان :: النصر او الشهادة-
انتقل الى: